اهلا اخي
1 معنى سيري لانكا
قد يكون السريلانكيون فقراء جدًا، وقد تكون الحرب طحنتهم، وقد يكون وضعهم السياسي سيئًا، إلا أن سريلانكا تعد من الدول المتقدمة في مستوى التعليم على نطاق دول جنوب آسيا حيث تبلغ نسبة المتعلمين ٩٤% وهي نسبة قد لا تتوافر حتى في بعض الدول المتقدمة في أوربا,وبالرغم من المعاناة التي يعيشها المسلمون في سيريلانكا إلا أنهم نالهم حظ لا بأس به من التقدم العلمي الذي تشهده البلاد.
حصلت سيريلانكا عام 1948م على استقلالها.. وأصبح للمسلمين دورٌ مهم في الحياة القومية، فهم يشاركون بدور حيوي في الحياة السياسية وفي المؤسسات التعليمية ويشغلون الكثير من الوظائف الإدارية بما فيها أعلى مناصب الدولة.
ويتمتع المسلمون السريلانكيين بحرية العبادة وبناء المساجد بقدر يفوق ما يتمتع به مسلمي الدول الأسيوية المجاورة مثل الهند والنيبال والصين، وللمسلمين العديد من المساجد والمدارس والمراكز الثقافية الإسلامية، فيوجد في سريلانكا ما يقرب من 400 مدرسة لتحفيظ القرآن، و600 مدرسة ابتدائية مشتركة.وقد تم تأسيس المدرسة الزاهرة عام 1892م، والتي تعتبر أول معاهد التعليم الإسلامية في سيلان. وفي هذه الفترة أيضًا زارت مجموعات من علماء جنوب الهند سيلان وعملت على نشر الوعي والتعليم بين مسلمي البلد.
بالإضافة إلى الجامعة النظيمية الإسلامية والتي تأسست في - رجب عام 1393 هـ أغسطس 1973م-. وتقع الجامعة في مدينة بيرويلا جنوب العاصمة على مسافة 55 كم منها. ولقد تم اختيار هذا المكان لسعته. وجمال غاباته وجمال شاطئه, ولأنه المكان الذي استقبل أول مجموعة من الدعاة المسلمين وكانوا يطلقون عليه اسم (بربرين).
أصبحت خلال فترة قصيرة من الجامعات العالمية، واستطاعت تخريج قيادات طلابية مؤهلة تأهيلًا يناسب مستوى العصر، وعلماء يقومون بترشيد الشعب المسلم متسلحين بسلاح العلم والتقوى، والجدير بالذكر أن خريجي الجامعة لهم دور ملحوظ في كل ميدان من الميادين الدعوية.
وفي عام 1955م تم إدماج الجامعة النظيمية الإسلامية مع الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، باكستان، وبناء على ذلك فإن الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد تعترف بشهادة الجامعة النظيمية الإسلامية، ويستكمل بعض الطلاب الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد.
وفي عام 1996م افتتحت كلية أصول الدين والدعوة بالجامعة وفق المنهج الذي يدرس في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد,وتأمل إدارة الجامعة إنشاء كليات أخرى في العلوم الإسلامية المختلفة لسد حاجات المسلمين في الجزيرة وخارجها.
والجدير بالذكر أن الجامعة النظيمية الإسلامية قُبلت عضوًا في (اتحاد جامعات العالم الإسلامي) بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، المغرب، وبذلك أسهمت في فتح فرص كثيرة أمام خريجي الجامعة للدراسات العليا في الجامعات ذات العضوية في هذا الاتحاد، كما تساعد المنظمة الجامعة بتزويد مكتبتها بالكتب القيمة.
كما تضم العاصمة السريلانكية “كولومبو” مركزًا إسلاميًا كبيرًا، ومدرسة لتخريج الأئمة والوعاظ للعمل على نشر الدين الإسلامي، و25 معهدًا إسلاميًا، وكذلك مراكز لرعاية الأيتام، ومكتبة إسلامية كبيرة تحتوي على مئات الكتب الإسلامية، فضلًا عن وجود محكمة إسلامية تُطبق الشريعة الإسلامية وقوانينها. ولهم عدّة جمعيّات دعويّة تقوم بواجب الدعوة والتوعية وسط المجتمع السيريلانكي، منها الجمعية السلفية والتي مقرّها مدينة بوتالاما والتي تقوم بدور وجهد كبير في الحفاظ على الهوية الإسلامية، ومساعدة اللاجئين المسلمين في المناطق المختلفة في سريلانكا.
وقد أصبح المسلمون في سيريلانكا يميزون باعتبارهم الفئة الأكثر تعليمًا، بعد أن كانت مشهورة في السابق بأنها الأكثر ممارسةً للتجارة. وتشير بعض المصادر الإعلامية إلى ارتفاع عدد الطلاب المسلمين الذين يلتحقون بالمدارس والكليات المختلفة بالجامعات، وأنهم استطاعوا عن طريق التركيز على التعليم اجتياز عقبة توفير المدرسين الذين يوفرون لأبنائهم العقيدة السليمة وسط مجتمع يموج بالتيارات، وذلك بعد أن أصبح هناك مدرسون مسلمون من الجنسين، كما أصبح بينهم متخصصون في المجالات المختلفة، مثل الهندسة والطب والمحاسبة والإدارة، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس في مختلف الكليات بالجامعات السيريلانكية.
ويشغل العديد منهم مناصب حكومي مرموقة في الوزارات والمصالح الحكومية ولهم حزب سياسي يعبر عنهم ويعتبر قاسم مشترك في تشكيل اي حكومة اذا أخذنا في الاعتبار ان الحزبيين الرئيسيين لا يحققا أغلبية برلمانية تتيح لهم تشكيل حكومة دون إشراك أحزاب الأقليات،هذا يساعد في حفظ حقوقهم الأساسية عند المساومة في إشراكهم في التشكيل الحكومي.
وقد ترتب على حصول المسلمين على تلك الحقوق أن أصبح لهم صوت حتى أنهم كانوا وراء الاحتجاج الكبير الذي شهدته البلاد بعد تعيين أول سفير لإسرائيل في هذه الدولة، حيث خرج المئات من المواطنين إلى الشوارع في مظاهرات احتجاجية في عدة مناطق تقطنها أغلبية مسلمة على الساحل الشرقي للجزيرة بعد صلاة الجمعة الموافق 21-4-1422ه المصادف 13-7-2001م.
كما أن للمسلمين برامج إسلامية في الإذاعة والتلفاز الرسمي والصحف,وتعتبر أعياد المسلمين عطلات رسمية في البلاد.
هذا وقد صدرت الطبعة الرابعة لترجمة معاني القرآن الكريم باللغة السنهالية في سيريلانكا وسط احتفال كبير حضره عدد من الشخصيات العربية والإسلامية في العاصمة كولومبو.
وتعدّ ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة السنهالية خطوة مهمة للمسلمين في سيريلانكا، حيث سدّت فراغًا كبيرًا هناك بعد أن أصبح 70% من سكان سيريلانكا يتحدثون بهذه اللغة.
وقامت بمهمة الترجمة منظمة بيت المور للثقافة الإسلامية التي أنشئت في عام 1944 بهدف خدمة المجتمع المسلم في سيريلانكا في المجالات الثقافة والدينية.
وكانت الطبعة الأولى للترجمة في عام 1961، وظلت عدد النسخ قليلة بعد طرح الطبعة الثانية ثم الثالثة، حتى قامت مؤسسة زايد الخيرية بتمويل 15 ألف نسخة من الطبعة الرابعة.
وكذلك فقد نظمت الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي دورة تأهيلية في إجازة القرآن الكريم لمدرسي الحلقات بسيريلانكا، شارك فيها خمسة وعشرون مدرسا، واستمرت لمدة شهر كامل تلقوا خلالها دروسا في علوم القرآن وطرق التدريس، ومحاضرات عامة، حيث كانت الدراسة على فترتين.
وفي نهاية الدورة أقيم احتفال تكريما للمشاركين حضره وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيرلانكي رؤوف الحكيم، ومفتي مدينة كاندي والإعلاميون وأئمة المساجد والدعاة ورئيس بعثة الأزهر الشريف ومندوب الهيئة العالمية إلى جانب المشاركين في الدورة.
غير أن أوضاع المسلمين ما زالت مع ذلك دون المستوى المطلوب والمأمول، رغم وجود وزراء من بينهم ووجود ممثلين لهم في البرلمان.
وتتمثل أكبر المشكلات التي يعاني منها المسلمون حاليًا :
(1) طغيان الفلسفة المادية التي أشاعها وثبتها الاستعمار الذي تعاقب على سيريلانكا خلال أكثر من 500 سنة.
(2) ويعانون أيضًا من ضعف الكوادر الإسلامية المثقفة التي تستطيع مواجهة التيارات المادية العاتية.
(3) كما أنهم يعانون من اللغة التاملية التي هي لغة مدارسهم وكتبهم.بينما أصبحت اللغة السنهالية التي هي لغة الأغلبية البوذية هي اللغة الرسمية الشائعة في البلاد. الأمر الذي فرض تحديًا آخر وهو تعلم هذه اللغة وترجمة الكتب الإسلامية إليها.
(4) كيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية في مجتمع يتصف بتعدد الديانات والثقافات.
(5) إضافة إلى الاضطهاد الذين يعانونه من الأغلبية البوذية التي تساندها الحكومة، والتي تمارس التنصير بين المسلمين.
(6) كما أن أعداد اللاجئين قابلة للارتفاع بسبب الحرب الدائرة بين الحكومة والمتمردين من التاميل.
(7) المد الصوفي متمثلًا في انتشار الطريقة الفاسية الشاذلية مستغلين ضعف الثقافة الإسلامية الصحيحة.
وبما أن الأمة الإسلامية جسدًا واحدًا إذا اشتكى منها جزء تداعت له سائر أقطار الأمة بالسهر والحمى, لذلك فلابد للقاصي والداني,بل حتى أطفالنا أن يتعرفوا حال المسلمين في سيريلانكا وأن يعيشوا قضيتهم ويشاركوهم آلامهم وحتى يحين ذلك الوقت فعذرًا أحبتي المسلمين في سيريلانكا لأن الأمة مشغولة.
وإلى اللقاء مع قضية أخرى في قطر آخر من أقطار المسلمين إن أحيانا الله .
الجمعة أكتوبر 01, 2010 3:47 am
